تودوروف: لماذا أحب الأدب؟


"لو ساءلت نفسي اليوم لماذا أحب الأدب، فالجواب الذي يتبادر عفويا إلى ذهني هو: لأنه يعينني على أن أحيا. لم أعد أطلب منه، كما في الصبا، تجنيبي الجراح التي قد تصيبني من لقائي بأشخاص حقيقيين؛ إنه عوض استبعاد التجارب المعيشة، يجعلني أكتشف عوالم على اتصال بتلك التجارب ويتيح فهما أفضل لها. لا أعتقد أنني وحدي أنظر إليه بهذه النظرة. فالأدب، الأكثر كثافة وإفصاحا من الحياة اليومية، لكن غير المختلف جذريا، يوسع من عالمنا، ويحثنا على تخيل طرائق أخرى لتصوره وتنظيمه. نحن مجبولون من كل ما تمنحنا الكائنات البشرية الأخرى: والدانا أولا، ثم أولئك الذين من حولنا؛ الأدب يفتح إلى إدارة اللاّنهاية إمكانية هذا التفاعل مع الآخرين وهو إذن يثرينا لا نهائيا. يزودنا بإحساسات لا تعوض تجعل العالم الحقيقي أشحن بالمعنى وأجمل. ما أبعده عن أن يكون مجرد متعة، وتلهية محجوزة للأشخاض المتعلمين، إنه يتيح لكل واحد أن يستجيب لقدرته في الوجود إنسانا."

تودوروف – الأدب في خطر. ص 10

تابع القراءة...