أفكار مخادعة


  
       في بعض الأحيان أطرح أسئلة أعجز عن الجواب عنها ، مما يسقطني في العجز والملل ، مثلا لماذا أكتب ؟ وما الغاية من الكتابة و التدوين ؟ أو بالأحرى ماذا سأستفيد منه ؟ ... سبق لأحد المدونين أن قال أن الأفكار تأتيه لحظة و لا يتسنى له أن يدونها إما بسبب العجز أو بسبب الوقت أو عدم وجوده في مكان ملائم  وعدم توفره في تلك اللحظة على أدوات الكتابة ... فهذه الأشياء تنطبق عليا أنا أيضا ؛ حيث تسري في دهني عشرات الأفكار و المواضيع لكن لا أعرف بما أبدأ ، فأعجز عن كتابتها ، أو تهرب قبل أن يتسنى لي الوقت لتدوينها .

       فوضى أفكار تحوم حول رأسي تغرقني في أعماق السهو .. تسرح  بي بعيدا لعاولم أخرى ، تعطيني الحل ، الحل للعديد من المشكلات ، مشكلاتي الخاصة ومشكلات العالم ، تجعل مني حكيما ينطق الحكم و ينظر للمفاهيم ، ويضع نظريات سياسية وعلمية وثقافية ... أفكار تشعرني في بعض الأحيان أني عالم كبير ، أو أني رمز ، أو كأني قدوة هذا المجتمع ، وعلى الجميع أن يحتذي بي . تبا ، لو كان بإمكاني كتابة هذه الأفكار لكنت اليوم أفلاطون هذا العصر .

     لكن الأفكار تخدعني ، إنها لا تريدني أن أكتبها ، لذلك هي تأتي في أوقات انشغالي ، في أوقات لا يكون فيها القلم بيدي إنها لا تريد مني أن أكون أفلاطون العصر ، ربما هي تخاف علي من الموت إن أنا نشرتها ، أن أعدم كما أعدم أفلاطون ربما تخاف أن تسرق وتنسب لأحد آخر غيري ، لذلك تفضل أن تبقى حبيسة عقلي .. فهمت الآن .. يا لها من أفكار ذكية .

تابع القراءة...